فصل: أوصاف القرآن

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تعليق مختصر على كتاب لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد **


 أوصاف القرآن

وصف الله القرآن الكريم بأوصاف عظيمة كثيرة ذكر المؤلف منها ما يلي‏:‏

1- أنه كتاب الله المبين، أي‏:‏ المفصح عما تضمنه من أحكام وأخبار‏.‏

2- أنه حبل الله المتين، أي‏:‏ العهد القوي الذي جعله الله سببًا للوصول إليه والفوز بكرامته‏.‏

3- أنه سور محكمات، أي‏:‏ مفصل السور، كل سورة منفردة عن الأخرى، والمحكمات المتقنات المحفوظات من الخلل والتناقض‏.‏

4- أنه آيات بينات، أي علامات ظاهرات على توحيد الله، وكمال صفاته، وحسن تشريعاته‏.‏

5- أن فيه محكمًا ومتشابهًا، فالمحكم‏:‏ ما كان معناه واضحًا، والمتشابه‏:‏ ما كان معناه خفيًا‏.‏ ولا يعارض هذا ما سبق برقم ‏(‏3‏)‏ لأن الإحكام هناك بمعنى الإتقان والحفظ من الخلل والتناقض، وهنا بمعنى وضوح المعنى، وإذا رددنا المتشابه هنا إلى المحكم صار الجميع محكمًا‏.‏

6- أنه حق لا يمكن أن يأتيه الباطل من أي جهة ‏{‏لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ‏}‏‏[‏ سورة فصلت، الآية‏:‏ 42‏.‏‏]‏‏.‏

7- أنه بريء مما وصفه به المكذبون به من قولهم‏:‏ إنه شعر؛ ‏{‏وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ‏}‏‏[‏ سورة يس، الآية‏:‏ 69‏.‏‏]‏ ، وقول بعضهم‏:‏ ‏{‏إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَر‏}‏‏[‏ سورة المدثر، الآيتان‏:‏ 24‏.‏‏]‏‏.‏ ‏{‏إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ‏}‏‏[‏ سورة المدثر، الآية‏:‏ 25‏.‏‏]‏‏.‏ فقال الله متوعدًا هذا القائل‏:‏ ‏{‏سَأُصْلِيهِ سَقَرَ‏}‏‏[‏ سورة المدثر، الآية‏:‏ 26‏.‏‏]‏‏.‏

8- أنه معجزة لا يمكن لأحد أن يأتي بمثله وإن عاونه غيره ‏{‏قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا‏}‏‏[‏ سورة الإسراء، الآية‏:‏ 88‏.‏‏]‏‏.‏

 ‏"‏رؤية الله في الآخرة‏"‏

رؤية الله في الدنيا مستحيلة لقوله تعالى لموسى وقد طلب رؤية الله‏:‏ ‏{‏لَنْ تَرَانِي‏}‏‏[‏ سورة الأعراف، الآية‏:‏ 143‏.‏‏]‏‏.‏

ورؤية الله في الآخرة ثابتة بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ* إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ‏}‏‏[‏ سورة القيامة، الآيتان‏:‏ 22، 23‏.‏‏]‏‏.‏ وقال‏:‏ ‏{‏كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ‏}‏‏[‏ سورة المطففين، الآية‏:‏ 15‏.‏‏]‏‏.‏ فلما حجب الفجار عن رؤيته دل على أن الأبرار يرونه وإلا لم يكن بينهما فرق‏.‏

وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏(‏إنكم سترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته‏)‏ متفق عليه ‏[‏رواه البخاري، كتاب مواقيت الصلاة ‏(‏573‏)‏، ومسلم، كتاب المساجد ‏(‏633‏)‏‏.‏‏]‏‏.‏ وهذا التشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي؛ لأن الله ‏(‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ‏)‏، ولا شبيه له ولا نظير‏.‏

وأجمع السلف على رؤية المؤمنين لله تعالى دون الكفار بدليل الآية الثانية‏.‏

يرون الله تعالى في عرصات القيامة وبعد دخول الجنة كما يشاء الله تعالى‏.‏

وهي رؤية حقيقية تليق بالله، وفسرها أهل التعطيل بأن المراد بها رؤية ثواب الله، أو أن المراد بها رؤية العلم واليقين‏.‏ ونرد عليهم باعتبار التأويل الأول بما سبق في القاعدة الرابعة، وباعتبار التأويل الثاني بذلك وبوجه رابع‏:‏ أن العلم واليقين حاصل للأبرار في الدنيا وسيحصل للفجار في الآخرة‏.‏